منتدى جنى النحل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى فكري ثقافي حواري هادف
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

شاطر
 

 الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin


المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 26/04/2016

الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم Empty
مُساهمةموضوع: الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم   الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم I_icon_minitimeالأحد مايو 08, 2016 3:11 am


الاستغاثة عند علماء الأمة

روى الطبراني عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّتِي عَلَى الضَّلالَةِ أَبَدًا, فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَة، وأبدأ بالخلفاء الراشدين فأقول:
وروى عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن أمتي لن تجتمع على ضلالة ، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم » وروى الحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا وقال : يد الله على الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذ شذ في النار.
والمقصود بالأمة هم علماء الأمة في كل عصر، فاجتماع علماء السنة على أمر يعد تشريعا، وهو مصدر من مصادر التشريع، فكيف إذا كان الاجتماع من قبل العلماء السابقين واللاحقين؟! لذلك كانت يد الله على الجماعة ومع الجماعة، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم من خالفهم شاذا، وهذا الشاذ هو في النار، ومشروعية الاستغاثة جاءت في الكتاب العزيز، وصريح السنة النبوية، وإجماع العلماء قديما وحديثا، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا شواذ ممن رأوا رأي الخوارج الذين ذكرناهم في الرد على الشبهة الأولى من شبههم في هذا الكتاب، وسأذكر في هذا الفصل إن شاء الله أقوال ثلة من العلماء المتقدمين ومن جاء بعدهم لأدلل على صحة ما ذهبت إليه من إجماع الأمة على مشروعية الاستغاثة:
الخلفاء الراشدون
روى البخاري بسند إلى الزبير رضي الله عنه قَال: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ لا يُرَى مِنْهُ إِلا عَيْنَاهُ وَهُوَ يُكْنَى أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ فَقَال: أَنَا أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالْعَنَزَةِ فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ، قَالَ هِشَامٌ: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّأْتُ فَكَانَ الْجَهْدَ أَنْ نَزَعْتُهَا وَقَدْ انْثَنَى طَرَفَاهَا قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ سَأَلَهَا إِيَّاهُ عُمَر،ُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَلَمَّا قُبِضَ عُمَرُ أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِي، فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِل .
الشاهد في هذا الحديث هو أن العنزة طلبها النبي صلى الله عليه وسلم من الزبير، فأعطاه إياها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها، وتوضع بين يديه في الصلاة سترة له، فلما قبض النبي عليه الصلاة والسلام طلبها أبو بكر من الزبير تبركا بآثار النبي، فلما قبض أبو بكر طلبها عمر تبركا بصاحبيه، فلما قبض عمر طلبها عثمان للتبرك أيضا، وهكذا علي، فالخلفاء الراشدون كانوا شديدي الحرص على التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن حرصهم أيضا أن أبا بكر أوصى أن يدفن بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمر استأذن أن يدفن بجوار صاحبيه، تبركا بهما.
تبرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر أصحاب السير عن عروة بن مسعود في صلح الحديبية وما رآه من تعظيم الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام: ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له.
الشاهد في هذا هو تبرك الصحابة بفضلات النبي صلى الله عليه وسلم، يمسحون بها وجوههم وأبدانهم يطلبون المدد بالتبرم بآثاره عليه الصلاة والسلام.
أبي بن كعب يتبرك بمنبر النبي عليه الصلاة والسلام
روى الشافعي في مسنده عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع نخلة إذ كان المسجد عريشا، وكان يخطب إلى ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، هل لك أن نجعل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة فتسمع الناس خطبتك؟ قال: نعم فصنع له ثلاث درجات هن اللاتي على المنبر، فلما صنع المنبر ووضع موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم على ذلك المنبر فيخطب عليه، فمر إليه فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه خار حتى تصدع وانشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده ثم رجع إلى المنبر، فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب رضي الله عنه فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرضةوعاد رفاتا.
أبو محذورة
روى أحمد عن أبي محذورة قال: خَرَجْتُ فِي عَشَرَةِ فِتْيَانٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيْنَا، فَأَذَّنُوا فَقُمْنَا نُؤَذِّنُ نَسْتَهْزِئُ بِهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتُونِي بِهَؤُلاءِ الْفِتْيَانِ فَقَالَ: أَذِّنُوا فَأَذَّنُوا فَكُنْتُ أَحَدَهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ: هَذَا الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ اذْهَبْ فَأَذِّنْ لأَهْلِ مَكَّةَ، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي وَقَالَ: قُلْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ000إلى أن قال: وَإِذَا أَذَّنْتَ بِالأوَلِ مِنْ الصُّبْحِ فَقُلْ الصلاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ الصلاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ، وَإِذَا أَقَمْتَ فَقُلْهَا مَرَّتَيْنِ قَدْ قَامَتْ الصلاةُ قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ أَسَمِعْتَ؟ قَالَ: وَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ لا يَجُزُّ نَاصِيَتَهُ وَلا يُفَرِّقُهَا لأنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَيْهَا.
والشاهد في هذا الحديث أن أبا محذورة لم يكن يقص شعر رأسه لأن النبي صلى الله عليه وسلم مسه بيده الشريفة، تبركا بأثر يده الشريفة، وجاء في بعض الروايات ان شعره كان يجر على الأرض.

الإمام مالك بن أنس
سأل أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الإمام مالكا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا عبد الله، أأستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو؟ أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال له مالك: ولـمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل.
قلت: أنبه هنا على نقطتين هما:
ألأولى: هي خطأ ما يأمر به الجاحدون للاستغاثة الناس من استدبار الحجرة الشريفة عند دعائهم أثناء الزيارة.
الثانية: قول الإمام مالك وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم، يشير للحديث الذي يرويه الحاكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله: يا آدم و كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلى أحب الخلق إليك فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك .

يتبع إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alasha3ra.banouta.net
Admin
Admin


المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 26/04/2016

الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم   الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم I_icon_minitimeالأحد مايو 08, 2016 3:12 am


تابع لما قبله
إمامنا محمد بن إدريس الشافعي
ذكر ابن حجر أن الشافعي كان يزور قبر الإمام أبي حنيفة ويدعو عنده ويتشفع به، وكان يرسل إلى الإمام احمد ليرسل إليه بقميصه فبغسله ثم يستشفي بمائه وكان يكثر من زيارة الإمام رجاء بركته .
الإمام احمد بن حنبل
أخرج البيهقي في الشعب عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها اثنتين راكبا، وثلاث ماشيا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا فجعلت أقول: يا عباد الله دلوني على الطريق فلم أزل أقول ذلك حتى وقفت على الطريق.
وقال الذهبي: قال عبد الله بن احمد: رأيت أبي (يعني الإمام احمد) يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه ويقبّلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به.
ورأيته أخذ قصعة النبي، صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء، ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.

الحافظ الذهبي
قال الذهبي معلقا على هذه الرواية: قلت: أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبدالله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي، صلى الله عليه وسلم، ويمس الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك بأسا، أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع .
حجة الإسلام محمد الغزالي
قال في الإحياء: القسم الثاني من آداب السفر: وهو أن يسافر لأجل العبادة إما لحج أو جهاد، وقد ذكرنا فضل ذلك وآدابه وأعماله الظاهرة والباطنة في كتاب أسرار الحج، ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام، وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء، وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته، ويجوز شد الرحال لهذا الغرض ولا يمنع من هذا قوله عليه السلام " لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى " لأن ذلك في المساجد، فإنها متماثلة بعد هذه المساجد، وإلا فلا فرق بين زيارة قبور الأنبياء والأولياء والعلماء في أصل الفضل، وإن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتاً عظيماً بحسب اختلاف درجاتهم عند اللّه .
وبالجملة زيارة الأحياء أولى من زيارة الأموات، والفائدة من زيارة الأحياء طلب بركة الدعاء وبركة النظر إليهم، فإن النظر الى وجوه العلماء والصلحاء عبادة، وفيه أيضاً حركة للرغبة في الإقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم وآدابهم، هذا سوى ما ينتظر من الفوائد العلمية المستفادة من أنفاسهم وأفعالهم، كيف ومجرد زيارة الأخوان في اللّه فيه فضل؟000.
الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي
قال رحمه الله: كنت في رحلتي الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخا، احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار عنه، وقلت نفقتي وبعدت عن بلدي، فكنت أدمن الكتابة ليلا، وأقرأ عليه نهارا، فلما كان ذات ليلة، كنت جالسا أنسخ، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج ولا البيت، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العلم، فاشتد بكائي حتى اتكأت على جنبي واستغثت به صلى الله عليه وسلم، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فناداني، يا يعقوب بن سفيان لم أنت بكيت ؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي، فقال: أدن مني، فدنوت منه، فأمرّ يده على عينيّ كأنه يقرأ عليهما قال: ثم استيقظت فأبصرت، وأخذت نسخي وقعدت في السراج أكتب .
الحافظ احمد بن حجر
قال الحافظ عند سياقه لحديث استسقاء عمر بالعباس عَنْ أَنَس قَالَ " جَاءَ رَجُل أَعْرَابِيّ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه ، أَتَيْنَاك وَمَا لَنَا بَعِير يَئِطّ، وَلا صَبِيّ يَغِطّ . ثُمَّ أَنْشَدَهُ شِعْرًا يَقُول فِيهِ :
وَلَيْسَ لَنَا إِلا إِلَيْك فِـرَارنَا وَأَيْنَ فِرَار النَّاس إِلا إِلَى الرُّسُل
فَقَامَ يَجُرّ رِدَاءَهُ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَر فَقَالَ " اللَّهُمَّ اِسْقِنَا " الْحَدِيث وَفِيهِ " ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ كَانَ أَبُو طَالِب حَيًّا لَقَرَّتْ عَيْنَاهُ، مَنْ يَنْشُدنَا قَوْله ؟ فَقَامَ عَلِيّ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كَأَنَّك أَرَدْت قَوْله "
وَأَبْيَض يَسْتَسْقِي الْغَمَام بِوَجْـهِهِ ثمال اليتامى عصمة للأرامل
قال: وإسناد أنس وإن كان فيه ضعف لكنه يصلح للمتابعة .
وللحافظ ابن حجر ديوان شعر قال فيه قصيدة يتوسل فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، منها:
نبيَّ الله يـا خير البرايـا بجـاهك أتقي فصل القضاء
وأرجو يـا كريمُ العفوَ عما جنـته يداي يا رب الحباء
فكعب الجود لا يُرضى فـداء لنعلك وهو رأسٌ في السخاء
وسن بمدحك ابن زهير كعب لمثلي منك جائـزة الثـناء
فقـل يا احمد بن علي اذهب إلـى دار النعيم بلا شقاء
فإن أحزن فمدحك لي سروري وإن أقنط فحمدك لي رجائي
هذا هو الحافظ المتقن احمد بن علي ابن حجر يستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم لدخول الجنة، وأن ينجو من أهوال الموقف، ومغفرة الذنوب، وهذه الأمور لا تطلب إلا من الله وحده.
ابن الحاج محمد العبدري:
قال ابن الحاج وهو من علماء المالكية: فَإِنْ كَانَ الْمَيِّتُ الْمُزَارُ مِمَّنْ تُرْجَى بَرَكَتُهُ فَيَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِ، وَكَذَلِكَ يَتَوَسَّلُ الزَّائِرُ بِمَنْ يَرَاهُ الْمَيِّتُ مِمَّنْ تُرْجَى بَرَكَتُهُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلْ يَبْدَأُ بِالتَّوَسُّلِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذْ هُوَ الْعُمْدَةُ فِي التَّوَسُّلِ، وَالأصْلُ فِي هَذَا كُلِّهِ، وَالْمُشَرَّعُ لَهُ فَيَتَوَسَّلُ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَنْ تَبِعَهُ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ بِأَهْلِ تِلْكَ الْمَقَابِرِ أَعْنِي بِالصَّالِحِينَ مِنْهُمْ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَلِوَالِدِيهِ وَلِمَشَايِخِهِ وَلأقَارِبِهِ وَلأهْلِ تِلْكَ الْمَقَابِرِ وَلأمْوَاتِ الْمُسْلِمِينَ وَلأحْيَائِهِمْ وَذُرِّيَّتِهِمْ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَلِمَنْ غَابَ عَنْهُ مِنْ إخْوَانِه، وَيَجْأَرُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ عِنْدَهُمْ وَيُكْثِرُ التَّوَسُّلَ بِهِمْ إلَى اللَّهِ تَعَالَى؛ لأنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اجْتَبَاهُمْ وَشَرَّفَهُمْ وَكَرَّمَهُم، فَكَمَا نَفَعَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا فَفِي الآخِرَةِ أَكْثَرُ، فَمَنْ أَرَادَ حَاجَةً فَلْيَذْهَبْ إلَيْهِمْ وَيَتَوَسَّلُ بِهِمْ، فَإِنَّهُمْ الْوَاسِطَةُ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَخَلْقِهِ، وَقَدْ تَقَرَّرَ فِي الشَّرْعِ وَعُلِمَ مَا لِلَّهِ تَعَالَى بِهِمْ مِنْ الاعْتِنَاءِ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ مَشْهُورٌ ، وَمَا زَالَ النَّاسُ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالأكَابِرِ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ مَشْرِقًا وَمَغْرِبًا يَتَبَرَّكُونَ بِزِيَارَةِ قُبُورِهِمْ وَيَجِدُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ حِسًّا وَمَعْنًى.
الإمام أبو عبدالله بن النعمان
قال الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ: تَحَقَّقَ لِذَوِي الْبَصَائِرِ وَالاعْتِبَارِ أَنَّ زِيَارَةَ قُبُورِ الصَّالِحِينَ مَحْبُوبَةٌ لِجْلِ التَّبَرُّكِ مَعَ الاعْتِبَارِ، فَإِنَّ بَرَكَةَ الصَّالِحِينَ جَارِيَةٌ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ كَمَا كَانَتْ فِي حَيَاتِهِمْ .
شيخ الإسلام السبكي (علي بن عبد الكافي) الشافعي
قال السبكي رحمه الله: اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين، المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين، وسير السلف الصالحين، والعلماء والعوام من المسلمين، والتويل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال قبل خلقه وبعده في مدة حياته وبعد موته في البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة وهو على ثلاثة أنواع:
أن يتوسل به صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن طالب الحاجة يسأل الله به أو بجاهه أو ببركته فيجوز ذلك في الأحوال الثلاثة، وقد ورد في كل منها خبر صحيح ولا فرق في المعنى بين أن يعبر عنه بلفظ التوسل أو الاستغاثة أو التشفع، والداعي بذلك متوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه جعله وسيلة لإجابة الدعاء، ومستغيث به عليه الصلاة والسلام لأنه استغاث الله به على ما يقصده، واستشفع به لأنه سال الله بجاهه 00.
قلت: قول السبكي رحمه الله: طالب الحاجة يسأل الله به أو بجاهه أو ببركته فيجوز ذلك في الأحوال الثلاثة، وقد ورد في كل منها خبر صحيح يشير إلى الأول بحديث الأعمى، والثاني حديث توسل أبينا آدم ، والثالث حديث استسقاء الصحابة بقبره الشريف الذي رواه الدارمي عن أبي الجوزاء.
الشهاب الرملي الشافعي
سئل العلامة الشهاب الرملي عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد: يا شيخ فلان ونحو ذلك فأجاب: إن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، والعلماء والصالحين جائزة، وللرسل والأنبياء والأولياء إغاثة بعد موتهم، لأن معجزة الأنبياء وكرامة الأولياء لا تنقطع بعد موتهم، أما الأنبياء فهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت بذلك الأخبار، فتكون الإغاثة منهم معجزة لهم، والشهداء أحياء شوهدوا جهارا نهارا يقاتلون الكفار، وأما الأولياء فهي كرامة لهم .
العلامة السيد السمهودي
قال رحمه الله: إن الاستغاثة والتشفع به وبجاهه وبركته صلى الله عليه وسلم من سنن المرسلين وسير السلف الصالحين، واقعا في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه وفي حياته الدنيوية ومدة البرزخ وعرصات القيامة، وذكر كثير من علماء المذاهب الأربعة في كتب المناسلك عند ذكرهم زيارة التبي صلى الله عليه وسلم أنه يسن للزائر أن يستقبل القبر الشريف ويتوسل إلى الله تعالى في غفران الذنوب وقضاء الحوائج، ويستشفع به إلى ربه، ثم ساق رواية أبي الجوزاء وقصة العتبي المشهورتين، وأطال النفس في ذلك فليراجعه من شاء .
الحافظ احمد بن القسطلاني الشافعي
قال رحمه الله: وأما التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته فهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء، ولقد حصل لي داء أعيا دواؤه الأطباء أقمت به سنين، فاستغثت به صلى الله عليه وسلم ليلة 28 جمادى الأولى سنة 893 هـ بمكة زادها الله شرفا، ومنّ عليّ بالعودة في عافية بلا محنة، فبينا أنا نائم إذ رجل معه قرطاس يكتب فيه: هذا دواء لداء احمد بن القسطلاني من الحضرة الشريفة بعد الإذن الشريف، فلم أجد والله شيئا مما كنت أجده.
ووقع لي أيضا سنة 855 هـ في طريق مكة بعد رجوعي من زيارة القبر الشريف لقصد مصر أن صرعت خادمتنا غزالة الحبشية واستمرت أياما، فاستشفعت بالنبي صلى الله عليه وسلم فأتاني آت في منامي ومعه الجني الصارع لها فقال: هذا أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبته وحلفته أن لا يعود إليها، ثم استيقظت وليس بها قلبة كأنما نشطت من عقال.
وأما التوسل به صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة مما قام به الإجماع وتواترت به الأخبار في حديث الشفاعة، فعليك أيها الطالب إدراك السعادة الموصلة لحسن الحال في حضرة الغيب والشهادة، بالتعلق بأذيال عطفه وكرمه، والتطفل على موائد نعمه والتوسل بجاهه الشريف، والتشفع بقدره المنيف، فهو الوسيلة لنيل المعاني واقتناص المرام، والمفزع يوم الجزع لكافة الرسل الكرام، واجعله أمامك فيما نزل بك من النوازل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alasha3ra.banouta.net
Admin
Admin


المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 26/04/2016

الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم   الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم I_icon_minitimeالأحد مايو 08, 2016 3:13 am

تابع
شهاب الدين الخفاجي
قال رحمه الله: المراد بالوسيلة السبب، وهو كل ما يوصل إلى إجابة الدعاء، وكنى بذلك عن جميع الناس، أي وهو الشفيع المشفع المتوسل به إلى الله يوم القيامة، إشارة لحديث الشفاعة العظمى، وإلى ما ورد من أن الدلعي إذا قال: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد اشفع لي عند ربك استجيب له، فاستقبله بقلبك في دعائك واستشفع به إلى الله فيشفعه الله فيك ويقبل دعائك.

مُلاّ علي القاري الحنفي
قال رحمه الله: ورؤي ابن عمر رضي الله عنهما واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم وهي موضع قعوده من المنبر، ثم وضعها على وجهه.
وعن العتبي رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا المسجد من عامة الناس حسّوا ومسّوا رمانة المنبر، أي العقدة المشابهة للرمانة التي تلي القبر والتي كان صلى الله عليه وسلم يأخذها بميامنه وتمسحوا بها طلبا لليمن والبركة في زيادة الإيمان وإيقان الإحسان.
محمد بن علي الشوكاني السلفي
قال رحمه الله: أما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب العبد من ربه، فقد قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: أنه لا يجوز التوسل إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم إن صح الحديث فيه، ولعله يشير إلى الحديث الذي رواه النسائي في سننه والترمذي، وصححه ابن ماجة وغيرهم أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم000 ثم ذكر الحديث وللناس في هذا المعنى قولان:
أحدهما: أن التوسل هو الذي ذكره عمر بن الخطاب لما قال: كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبينا فتسقينا، فقد ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته في الاستسقاء، ثم توسل عمر بالعباس بعد موته، وتوسلهم هو استسقاؤهم بحيث يدعو ويدعون معه، فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم كان في مثل هذا شافعا وداعيا.
والقول الثاني: أن التوسل به صلى الله عليه وسلم يكون في حيلته وبعد موته وفي حضرته وفي مغيبه بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعد إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه، وعندي أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لأمرين:
أحدهما: ما عرفناك به من إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
ثانيهما: إن التوسل بأهل الفضل في التحقيق هو توسل بأعمالهم ومزاياهم الفاضلة، إذ لا يكون فاضلا إلا بأعماله، فإذا قال القائل: اللهم إني أتوسل بالعالم الفلاني فهو باعتبار ما قام به من العمل كما ثبت في الصحيحين عن الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة.
الحافظ ابن كثير الشافعي السلفي
قال رحمه الله بجواز التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في عدة مواطن من كتبه، واستشهد ببعض الآثار دليل قوله واعتقاده بمشروعيته واستحبابه لكل مسلم، فقد ذكر في:
* تفسيره للآية رقم (64) من سورة النساء (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) قصة العتبي المشهورة مع الأعرابي.
* ذكر حديث توسل أبينا آدم عليه الصلاة والسلام في البداية والنهاية (1/180) وأقره.
* كما ذكر قصة الرجل الذي جاء زائرا قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته بثلاثة أيام، ورمى بنفسه على القبر الشريف، وأخذ من ترابه وحثاه على رأسه في البداية والنهاية (1/91) .
* وذكر عند كلامه على حرب المرتدين أن شعار المسلمين كان يوم اليمامة (وامحمداه) وأن سيدنا خالد بن الوليد عندما هاجم جموعهم صاح: يا محمداه .

أبو عبد الله القرطبي المالكي
أورد رحمه الله في تفسيره للآية الشريفة رقم (64) من سورة النساء قصة الأعرابي وهي: روى أبو صادق عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على القبر الشريف وحثا على رأسه من ترابه وقال: قلتَ يا رسول الله فسمعنا قولك، ووعيت عن الله فوعينا عنك، وكان فيما نزل عليك (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي، فنودي من القبر الشريف أن قد غُفر لك.
قلت: هذه الرواية ذكرها كثير من العلماء في كتبهم مقرين لها، منهم: البيهقي الشافعي والنسفي وابن قدامة الحنبلي والعز بن جماعة الشافعي وابن الجوزي الحنبلي والصالحي وأبو اليمن بن عساكر وابن النجار وابن حجر الهيتمي الشافعي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alasha3ra.banouta.net
 
الاستغاثة والتوسل عن أئمة المذاهب رضي الله عنهم
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جنى النحل :: الحديث الشريف و علومه-
انتقل الى: